أما العرب فإنهم عاجزون عن الخروج بموقف صادق يدعم قضايا الأحوازيين مثلما تفعل إيران مع الشيعة في كل مكان في العالم.
نرحب بضيفنا في هذا الحوار، الأستاذ محمود حسين بشاري الكعبي الأحوازي، الأمين العام السابق للجبهة العربية لتحرير الأحواز، للإجابة على تساؤلات "رسالة المرأة" فيما يخص أوضاع المرأة العربية في الإقليم المحتل، وكذلك الموقف العربي من دولة الأحواز، وآخر المستجدات التي تخص هذه البقعة العربية المقتطعة المغتصبة من الأراضي العربية.
ونبدأ معك ضيفنا الكريم من السؤال عن أوضاع المرأة العربية في الأحواز.
المرأة العربية في الأحواز يكفيها فخرا أنها رفضت مغادرة بلادها رغم الأخطار الأمنية والمعيشية المحدقة، وناضلت مع زوجها أو أبيها أو ابنها من أجل الاستقلال وجلاء المحتلين.
وبناء على ذلك نالها الكثير من الأذى والتنكيل، فطالتها التصفية الجسدية والاعتقال، إن لدينا مئات النساء في السجون، بعضهن اعتقلن وهن حوامل، ثم وضعن أطفالهن في السجن.
إن قوات الاحتلال الفارسية إذا أرادت اعتقال رجل ولم تجده في بيته، اعتقلت زوجته أو ابنته، لإجبار الرجل على تسليم نفسه، وكثيرا ما تهان النساء أمام ذويهن، فقد حلقت روؤس بعضهم أمام أهلهن وجيرانهن بهدف إلقاء الرعب في قلوب الجميع فلا يجرؤ أحد منهم على معارضة المحتلين ولو بمجرد الكلام.
ومن الانتهاكات الصارخة تكريس سياسة التفريس (فرض الثقافة والعادات الفارسية) ومن أمثلتها منع التزويج العربي العربية أو العكس، إذ لابد أن يكون أحد الزوجين من عرق آخر غير العربي.
كيف ينظر نظام الملالي إلى المرأة العربية؟
العقلية الفارسية تنظر إلى كل جنس بشري آخر نظرة دونية، ونظرتهم إلى المرأة غير الفارسية أشد دونية.
المحتلون كانوا عادلين في توزيع ظلمهم على كافة أهالي الأحواز، من رجال ونساء وأطفال، فهو نظام يفتقد إلى بأبجديات رحمة الإسلام وسماحته، فضلا عن قيم المروءة، وإعلاء إحترام النساء التي جبل عليها الإنسان.
ففي مجزرة المحمرة نصبت المشانق في كل مكان وأصبحت الإعدامات بالجمله، وقامت قوات الاحتلال الفارسي ببقر بطون الحوامل وقتل الامهات أمام اطفالهن ورمي الجرحى الاحوازيين بعد سحب دمائهم في الشوارع.
وحدثت حوادث الاغتصاب بالجملة في صبيحة عيد الفطر المبارك، فضلا عن التعذيب النفسي والجسدي، مدفوعين بكلمات الخميني الحماسية التي جعلتهم كالكلاب المسعوره، ونفذت على الفور إعدامات ميدانية دون محاكمه بتهمة محاربة الله والفساد في الارض.
وكيف ينظرون إلى المرأة الفارسية؟
بطيعة الحال المرأة الفارسية لها وضع آخر مغاير تماما، فهي في داخل ما يسمونه بـ (دولة إيران) ممكنة وحاكمة ومسيطرة على الرجل ولها شخصية قوية وصارمة.
وللمرأة عندهم اعتبارات وحقوق، فقديما كان من الشائع أن تجدها ملكة أو حاكمة إقليم، وعلى المستوى الاجتماعي لها مكانة وكلمة مسموعة في الأسرة.
وماذا عن الأحوال المعيشية لنساء الأحواز؟
في الحقيقة إن المرأة في الأحواز معاناتها مضاعفة، فهي التي تعول الأطفال بعد أن غيب القتل أو الاعتقال أزواجهن، وغالبية كبيرة من بيوت الأحواز تعولها النساء.
لقد جفف المحتلون الفرس نهر كارون الذي كان يجري يوما ما في أرض الأحواز، بعد أن أقاموا السدود، ولكم أن تتخيلوا حجم معاناة النساء في الحصول على الماء وحمله من أماكن بعيدة بغرض الشرب وطهي الطعام، ويعيش هذه المعاناة اليومية أكثر من 3.5 مليون نسمة من السكان العرب.
الأنظمة الفارسية المحتلة لم تترك وسيلة للقمع والإذلال إلا استعملتها، فعلى سبيل المثال عانت النساء الحوامل الأمرين عند ذهابهن للولادة في المستشفيات، وتعرضت العديد منهن لعملية استئصال المبايض للحد من أعداد السكان العرب في الإقليم، الأمر الذي اضطر آلاف النساء إلى تفضيل الولادة في البيوت، في ظل قلة العناية الطبية وتعرض الأم أو المولود إلى مخاطر التلوث.
وبعد الولادة معاناة أخرى لا تقل بشاعة، وهي كيفية تسجيل المواليد، ومخاطر الحرمان من الجنسية لأنه لم يولد في مستشفى حكومي، مما اضطر بعض الآباء إلى تسجيل أبنائهم بأسماء عوائل أخرى غير عربية ليس لديها أطفال.
أو تسجيل الأبناء بنفس أسماء أقارب متوفين لتصبح هوية الطفل المولود حديثاً رغم اختلاف السن بين المولود والمتوفى.
كيف ترى أوضاع المرأة العراقية في ظل السيطرة الإيرانية على العراق؟
أولا: أن لي تحفظات على تسمية الدولة الفارسية باسم إيران، لأن فارس القديمة لم تكن الأحواز جزءا منها، وبعد احتلال الأحواز تم تغيير الاسم إلى (إيران) لتمرير بلع الأراضي العربية المحتلة.
ثانيا: ما يحدث لنساء العراق هو جزء من استراتيجية فارسية وخطة ينفذها نوري المالكي رجل خامنئي في بغداد، فهم يعلمون أن المرأة هي نقطة ضعف الرجل، فإذا أصبحت حبيسة القضبان حدث (قهر للرجال)
فقد تحدثت بعض الشخصيات البارزة المعارضة داخل العراق أن سجون المالكي ضمت نحو خمسة آلاف امرأة عراقية تعرض معظمهن للتعذيب والتنكيل، يحاول النظام التنصل من هذه الأعداد بالكذب.
وفي حال إطلاق سراح بعض هؤلاء المعتقلات فمن المتوقع أن يفضحن ممارسات النظام الوحشية والتعسفية التي تعرضن لها في سجونه سيئة الصيت، تحت مزاعم الإرهاب.
في الختام ما هي رسالتك إلى النساء اللاتي وقعت تحت ظلم حكم الملالي في طهران؟
حكم الملالي تعدى ظلمه حدود دولته، فوصل إلى نساء الأحواز حتى وصل إلى العراقيات الصامدات، وإلى سورية ولبنان.
والرسالة الواحدة إلى كل امرأة في العالم بأن تقف مع المرأة السورية والعراقية والأحوازية والفلسطينية، فمن المفترض أن يكون جسد الأمة كلها واحد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.