اللعبة العالمية بالورقة الاحوازية : محمد فرحاني مميز

آذار/مارس 31, 2016 1430

 

اللعبة العالمية بالورقة الاحوازية :
محمد فرحاني   
 
 عانى و يعاني الاحواز و شعبه العربي منذ احتلاله  قبل اكثر من تسعين سنة ، من اللامبالاة العالمية و التكتم الاعلامي داخل دولة الاحتلال و خارجها ،  فلم  يسمع الكثير من الناس عما يعانيه هذا الشعب الطيب من ويلات الغدر والكراهية الايرانية طوال العقود الماضية الا في حالات نادرة.
 و في تلك الحالات يكون السبب في اظهار الجزء البسيط من القضية الاحوازية في الاعلام محاولة تلك الجهات الحصول على مكاسب سياسية  او الانتصار في جولة من جولات الصراع السياسي مع الاحتلال الايراني..
نعم  نحن الضربة القاضية بالنسبة للعرب و العالم في الصراعات السياسية و الاعلامية ضد ايران ، فما وصلت قضية بينية ايرانية معهم الى طريق مسدود الا و استخدمت هذه القضية اعلاميا فتخنع ايران مذلولة لتلك المطالبة و تتنازل عن الغالي و النفيس في سبيل اخفاء القضية الاحوازية عن الاعلام .
 كيف لا و هي تعتبر الاحواز الزاد و الهواء و الماء و الدم الذي يغذي جسد النظام و الدولة و من غيرها تصبح ايران افقر و اضعف دول في العالم و تتحطم احلامهم في التوسع و اعادة امجاد امبراطوريات الشر الدفينه..
و لدينا من الامثلة على هذا الكثير الكثير ، فكل ما حصلت عليه بريطانيا في العقود التي تلت احتلال الاحواز من مكاسب سياسية و اقتصادية و خضوع النظام التام لسياساتها و تبعية مطلقة لها كانت الاحواز السبب الرئيسي فيها..
و استخدمها العراق ايضا عندما نخرت ايران شماله و قامت بمساعدة الاكراد فحصل على اتفاقية الجزائر و من ثم " تخلى عن الاحواز " مقابل تخلي ايران عن الاكراد .. و بعد ما طرد الخميني شاه ايران و استولى على مكانه  و بدأ بالعبث بأمن العراق و المنطقة  تم استخدام الاحواز مرة اخرى. .
و في ايامنا هذه نجد الاصوات المطالبة باثارة القضية الاحوازية ( اعلاميا فقط ) تصدرمن جهات اصبح النظام الايراني يجاهر بالعدائه لها لاسيما في دول الخليج العربي .
 فكلما يثير النظام الايراني قضية - بهدف العبث و الخراب  و اثارة الفتن - في المنطقة و يبدأ بالتمادي فيها على العرب نجد الاعلام العربي الرسمي يبدأ باثارة موضوع الاحواز شيئا فشيئا  ثم يبدأ بترديد اخر الاخبار الميدانية و المظاهرات اليومية التي تحدث في الاحواز ضد الاحتلال ، فيصمت الاعلام الايراني عن النباح ويتوقف العرب عن رمي الحجر على من ينبح..
حتى على مستوى العالم ، ينجح الاتحاد الاوروبي في تحقيق هدف معين عندما تعبر " كاثرين أشتون" مسؤولة السياسة الخارجية السابقة في الاباتحاد الاوروبي  في مؤتمر صحفي عن قلقها ازاء وضع حقوق الانسان في ايران و خصوصا ( في الاحواز ) فنجد وزير الخارجية الايراني جواد ظريف في اليوم الذي يليه واقفا معها في مؤتمر صحفي و مبسطا وجهه بابتسامته الصفراء المعروفه و معلنا عن اتفاقات مهمه تخص الملفات العالقة و العلاقات الثنائية..
أو نسمع فجأة عن تنازل ايراني في ما يخص المفاوضات النووية و ملف الاسلحة الباليستية  بمجرد ان يصدر مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة بيانا يعبر فيه عن " قلقه " بالوضع الانساني في الاحواز و قمع الاحوازيين و غيرها الكثير من الامثلة ....
لكن و للأمانه حتى لا نظلم  احدا، يجب ان نذكر هنا الوقوف المستمر و في جميع الظروف لبعض الاشقاء و الاصدقاء في المنطقة والعالم. فهناك في الكويت الكثير من المساندين للحقوق المشروعة للشعب الاحوازي . كما في البحرين و السعودية و باقي دول الخليج العربي و العراق والعالم ، بل و حتى  الشعوب المحتلة داخل دولة الاحتلال الايراني . و رغم ان مساعي هؤلاء الطيبون لم تصل الى مستوى الدعم الرسمي لدولهم  لحقوق الشعب الاحوازي  الا ان مواقفهم الاصيلة كانت و ماتزال و سوف تبقى محط اعتزاز و تقديرلنا نحن الاحوازيون ....