عام جديد على العرب

كانون2/يناير 01, 2024 509

يا ترى ماذا تحمل لنا السنة الجديدة من مفاجآت ، هل هي تبعث فينا السرور و البهجة ، أم بالمقارنة مع السنين الماضية ، ستكون مغايرة لها كليا و ممكن أن يكون فيها إلى حدا ما تقدم على كل المستويات و هذا ما تفرضه التطورات الفعلية أثر بعض الأحداث التي تمر بها المنطقة ، مما تبشر إلى نوع من التحسن الملموس و حتى تغيير مفاجئ مهما كان نسبيا ، يخفف علينا من أوجاع السنين التي سبقتها ، بعدما الاوضاع السياسية و الاقتصادية و الأوضاع الأخرى ، إجمالا كانت مزرية إلى أبعد الحدود ، و يقلل من حدتها . منذ سنة 1925 عدة عواصم عربية و معها بعض الجزر ، محتلة ، احتلت بمراحل زمنية ، و ها هو شعبنا العربي فيها ، يئن تحت اسواط المحتلين و طغيانهم و يعاني من ممارسات لا إنسانية و جرائم يندى لها جبين البشرية ، تزيد سنة بعد سنة و لا انفراج ملحوظ مهما كان ضعيف ، يلوح في الأفق ، و بالعكس ، مزيد من العدوان و القتل و التشرد و الجوع و الفقر و الأمراض ، و بالرغم من امتلاك دوله الثروات الهائلة و الأراضي الزراعية الشاسعة و المياه و الموارد الطبيعية المتنوعة الأخرى و موقعها الجغرافي و إطلالتها على البحر و المياه الدولية ، فنجد من المؤسف أن المواطن العربي و نتيجة سياسات المحتل و من يرتبط به ، حائر بنفسه و أسرته و لا يعرف كيف الخروج من دوامة الفقر و الفقر و ضعف المردود اليومي و غلاء الأسعار و المعيشة و العلاج و التعليم و الأمان و مياه الشرب و الزراعة و الصيد و المستلزمات الحياة اليومية الأخرى ، و ها نحن دخلنا عام 2024 من القرن الواحد و العشرون ، و كأن دولنا و أبناء شعبنا لا يحسب لهم على الساحة الدولية ، أي وزن و مكانة في الوجود البشرية و حقوقهم في الحياة الكريمة و الحرية ، و كأنه فرض عليهم أن يستمروا بحياتهم التعييسة و يبقوا يعانوا و يسلكوا طريق التهجير و المنافي في المهجر و أن بقوا في بلادهم ينتظرهم الموت نتيجة التعذيب الوحشي في المعتقلات و السجون العلنية و السرية و الحرمان ، و عليهم ايضا ان لا تنبت شفاههم بأي كلمة تعبر عن ضيقهم و احتجاجهم و اعتراضهم على الكوارث التي جاءتهم بفعل المحتل و سياساته العدوانية التي أذاقتهم شتى أنواع الكوارث و المصائب التي لا تنتهي ، و الأنكى من ذلك ، هناك طبيعة و تركيبة الوضع المتناقض مع الحقيقة الذي خلال العقود من الزمن ، حشر قضايانا العادلة في زوايا معتمة و منعها من البروز على السطح الإقليمي و الدولي ، و أن ظهرت للعيان بفعل المظاهرات و الانتفاضات و نتائج قوتها و استمرارها ، جوبهت و بأسرع وقت ممكن بأساليب ملتوية ، و يتم التعامل معها و مع معطياتها ، ببرود و مواقف ضعيفة و بيانات سطحية و تنديد شكلي و إهمال واضح ، و هذا ما ساهم و يساعد فيه ، السياسات الدولية و الكانتونات و الجهات المرتبطة بها ، و ذلك و من أجل عدم خلق انطباع و معرفة لدى الشعوب الحرة و معها المنظمات و المؤسسات الأممية و الحقوقية و الإنسانية ، هذه من جهة ، و من جهة أخرى ، حتى لا تتأثر العلاقات الثنائية بين المحتل بشكل مباشر و مجموعاتها الحاكمة في دولنا العربية بشكل غير مباشر ، و تلك الدول الداعمة لهم ، و ذلك حسب و بحكم المصالح المتبادلة القائمة ، بمعنى آخر ، خلق أجواء غير أخلاقية و جبرية ، يمنع على أبناء الشعب ، منعا باتا أن يظهروا بمظهر الضحية ، و بالمقابل حكومة الاحتلال و ما يتشعب منها ، تبين و تصبح كأنها حمامة سلام و كيانها مهدد من قبل كافة شرائح المجتمع أي أبناء الشعب المسحوق ، و نظرا لما تكلمنا الأن عن الظروف و الأوضاع الصعبة التي يعيشها أبناء شعبنا العربي في عدة دول عربية ، لابد من الوقوف عند هذا الموضوع الهام و الحيوي ، لأنه يضع إنسانية البشر على المحك و يحاكي و ينادي أصحاب الضمائر الحية اينما تواجدوا و مهما كانت مكانتهم و مناصبهم المتنوعة في بلدانهم في أي مكان من بقاع الأرض ، طالما وقوفهم مع الإنسان المضطهد و إيصال صوته إلى الجهات الدولية المعنية ، يعني الوقوف و الدفاع عن كل البشرية و هذا ما يمثل أعلى المراتب من الأخلاق في مجال احترام حقوق الإنسان . نحن كنا و سنكون متفائلين إلى أبعد الحدود و سنظل كذلك حتى بزوغ إشراقة الحرية تعم على كل دولنا المحتلة ، و في الوقت نفسه بعيدين كل البعد عن ما يشير إلى التشاؤم و لكن ما نكتب عنه هنا ، هو واقعنا الذي نعيشه بشكل يومي و لابد أن نذكر بعضنا البعض و نتحدث عنما يجري و ما تمارس من مظالم بحقنا و ما يخطط ضد دولنا من مخططات جهنمية و مشاريع تحمل في طياتها انواع الدسائس و المكائد ، أن لم نكن متيقظين لها و إذا تناسينا جراحنا و من تسبب بها ، ستزداد وتيرتها و تستشري أكثر من ما هي منتشرة ، و ستنتقل إلى باقي دولنا العربية و حتى الدول الصديقة لنا في المنطقة ، مادام أغلبية المخططات و المشاريع التي تصب في خانتها ، قد رسمت و طرحت في ايران و منذ قرابة قرن ، تبلور ذلك و كمرحلة و تجربة أولى كان الاحواز المحطة الأولى و منها جاء التمهيد إلى دخول الأجزاء العربية الأخرى و أن طال عدة عقود ، حتى احتلت الجزر الثلاثة الإماراتية و هذا ما تم تنفيذه في عهد الشاه السابق و في بدايات الثمانينات بدأت المرحلة الثالثة رسميا منذ العدوان الغاشم على دولة العراق الشقيق و الاستنزاف الذي تسبب بخلق عدة أزمات مستعصية ، أدت إلى احتلال البوابة الشرقية للوطن العربي و من ثم شاهدنا كيف توسع هذا الاحتلال بكل وجوهه و أشكاله المختلفة ، حتى يكتمل الرسم المنحنى مسيره ، وصولا إلى أراضي دول عربية أخرى ، و كان الهدف النصفي هو كلا من لبنان و سوريا و اليمن ، اللتين بدأت ملامح جريان الخطوات الأولية و التمهيدية للمحتل الإيراني و أدواته ، خاصة في لبنان ، تدريجيا منذ بداية الثمانينات أو بالأحرى بشكل دقيق و حسب التنسيق من حيث التوقيت ، أثناء العدوان الإيراني على العراق ، و في الوقت الحاضر نشاهد كيف اصبحت الأوضاع في دولنا العربية هذه ، و أن أخذنا الأحداث و تبعاتها ، التي حدثت في الأربعون سنة الماضية ، بعين الاعتبار ، حتى تيقنا أن هذه المشاريع الاحتلالية ، لم تتوقف عند حدود هذه الدول ، بل ، إنها مستمرة و تعمل و تجري على قدم و ساق و العيون الايرانية الحاقدة مازالت تنظر إلى عواصم عربية جديدة و ما يثبت هذا هو ما تم خلال المحاولات الفاشلة خلال السنين المنصرمة ، من خلق بلبلة في بعض دولنا العربية و لولا يقظة الشعب العربي و وحدته و تدابير اصحاب الشأن ، لكانت الأمور تدهورت بالشكل الذي كان مخطط لها من قبل المعتدين . أن وحدة أبناء الشعب العربي و التكاتف فيما بينهم سوف يكون هو بمثابة الدرع أو الجدار التي تتحطم عليها كل نوايا الشر ، و هي كفيلة ايضا و من خلال العمل المشترك ، لاسترجاع و تحرير الدول العربية المحتلة و دحر العدوان و من يتفرع منه و من يخدمه . 

كامل ناصر الأحوازي

 
 
آخر تعديل في الإثنين, 01 كانون2/يناير 2024 19:24