في أروقة الظلم الإيراني، يتحول القضاء من وسيلة لتحقيق العدالة إلى أداة قمع مرعبة، تُستخدم لإسكات الأصوات الحرة وإرهاب المواطنين. إن الإعدامات العلنية التي تُنفذ بوحشية أمام أنظار العالم ليست سوى رسالة دموية تهدف إلى بث الرعب في قلوب كل من يجرؤ على معارضة النظام أو الدفاع عن حقه في الحرية والكرامة.
أحكام بلا عدالة ومحاكم بلا استقلال
المحاكمات التي تُجرى في إيران لا تمت للعدالة بصلة. فالأحكام تُصدر في غياب محاكمة عادلة، ويُحرم المتهمون من حقهم الأساسي في المثول أمام قضاء مستقل ونزيه. بدلاً من ذلك، يتم جرّهم إلى محاكمات صورية، حيث تكون النتيجة معروفة مسبقًا: الإعدام أو السجن الطويل في ظروف أشبه بالجحيم.
تعذيب ممنهج وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان
التعذيب والمعاملة غير الإنسانية ليسا استثناءً بل قاعدة في السجون الإيرانية. يُجبر المعتقلون، خصوصًا أولئك الذين تحتجزهم وزارة المخابرات أو الحرس الثوري، على تقديم اعترافات كاذبة تحت وطأة التعذيب النفسي والجسدي. الحبس الانفرادي المطول، الحرمان من الرعاية الطبية، والتهديد المستمر كلها أدوات تُستخدم لكسر إرادة السجناء ودفعهم إلى الاعتراف بما لم يفعلوه.
معاناة القوميات غير الفارسية
القوميات العرقية في إيران، مثل الأحوازيين، تعيش معاناة مضاعفة. فهم ليسوا فقط ضحايا لنظام قمعي، بل يُعاملون كأعداء في وطنهم. يُزجّ بهم في زنازين مكتظة تخلو من أبسط مقومات الحياة الإنسانية، ويُحرمون من الغذاء الكافي والرعاية الطبية. كل ذلك بهدف كسر روحهم وإجبارهم على الانصياع للنظام.
سجون تحولت إلى مقابر للأحياء
تُعدّ السجون الإيرانية أماكن للموت البطيء. الزنازين تفتقر إلى التهوية، والوجبات المقدمة للمعتقلين بالكاد تُبقيهم على قيد الحياة. أما أولئك الذين يمرضون، فيُحرمون عمدًا من العلاج الطبي، ليتركوا يواجهون معاناتهم في عزلة قاتلة.
صرخة في وجه الظلم
إن المشهد القاتم الذي يرسمه النظام الإيراني يوميًا هو دليل واضح على انحدار القيم الإنسانية في ظل هذا النظام. فالإعدامات العلنية، والمحاكمات غير العادلة، والتعذيب المنهجي كلها أدوات تُستخدم لإسكات أي صوت يطالب بالتغيير أو الحرية. لكن رغم كل هذا الظلم، تستمر صرخات الشعب الإيراني في التصاعد، مطالبة بالعدالة والحرية مهما كان الثمن.
رسول حرداني