لطالما كانت القضية الأحوازية هيه الرقم الصعب ومسرح دائماً لصراع بين الحق والباطل بين الأحوازيين الذين يناضلون من أجل حريتهم وإحقاق حقوقهم العادلة والمشروعة وآلية الاحتلال الإيراني التي تسعي مجتهدة بأساليبها القمعية لإسكات صوتهم وكبتها، تتكون في قلب هذا الصراع والمعركة بين الشر والخير تكمن استراتيجية مظلمة ومعقدة يلعبها جهاز مخابرات الاحتلال الإيراني من أجل ضرب وتشويه سمعة النشطاء والمناضلين الأحوازيين عبر قطيعها وأجنداتها المتعددة والمختلفة بكل ألوانها.
حاولت من خلال كتابة هذا المقال نسلط الضوء على الأساليب وتأثيراتها على النضال السياسي الأحوازي ومقاومة هذا المشروع الخبيث.
من هم النشطاء الأحوازيين :
النشطاء الأحوازيون هم تلك الأفراد الذي يحملون على أكتافهم هموم شعبهم المحتل، ويناضلون من أجل إحقاق حقوقهم المشروعة والمسلوبة نحو التحرير الذي احتلت بلادهم سنة 1925 من قبل الاحتلال الإيراني.
بحيث يتخذ نضالهم أشكالاً مختلفة ومتعددة من الاحتجاجات عبر المطالبات السلمية والثورية من أجل التوعية وإيصال صوتهم إلي المنظمات الدولية والشعبية حول قضيتهم من أجل تحقيق كافة مطالبهم وحقوقهم نحو التحرير، إلا أن نضالهم يواجه القمع والملاحقة بأشكال خبيثة مختلفة من قبل الاحتلال الإيراني.
دور جهاز مخابرات الاحتلال الإيراني
يستخدم جهاز مخابرات الاحتلال الإيراني كافة الوسائل الممكنة والمعتمدة لقمع وإسكات الصوت الأحوازي الحر الذي ينادي من أجل الحرية والكرامة، ويشمل ذلك الاعتقالات التعسفية والظالمة والتعذيب، وحتى الاغتيالات. لكن أحد أبرز هذا الأدوات للقمع يكمن في استراتيجية تشويه السمعة، الذي يهدف إلى إضعاف المقاومة من خلال تشتيت دعمها الشعبي والإقليمي والدولي من خلال القتل السياسي والضرب في سمعة المناضلين.
تظهر أساليب تشويه سمعة المناضلين في تكوين ونشر الأكاذيب والمعلومات المفبركة والادعاءات المضللة ضدهم في وسائل الإعلام الرسمية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي وتجنيد العملاء من خلال التسرب في صفوف التنظيمات والجماعات الأحوازية وتقديم تقارير على كل تحركاتهم ونشاطاتهم.
نشر الشائعات والأكاذيب عبر تكوين حملات إعلامية عبر منصات التواصل الاجتماعي الذي تستهدف لتشويه سمعة النشطاء أمام المجتمع الأحوازي والدولي.
ومن أهم وأبرز الأمثلة لحملات الدعائية للتشويه تلك التي تتهم النشطاء والمناضلين الأحوازيين بالتعاون والمسايرة مع قوى أجنبية معادية، وانعكاس صوتهم وصورهم كخونة للقضية الأحوازية التي يدافعون ويناضلون من أجلها .هذه الاتهامات غالباً تكون مفبركة وبدون أي دليل ملموس وقاطع، لكنها تعتمد على قوة دعايات تكرارية لإحداث الأثر المطلوب.
تأثيرات تشويه السمعة لها آثار مدمرة على النضال السياسي الأحوازي. لأن تخلق بيئة من الشكوك والريبة وعدم الاعتماد داخل التنظيمات الأحوازية وتؤدي إلى تراجع الدعم الشعبي والدولي، وحتى على الصعيد الفردي ما بين أفراد التنظيمات وأشد أضرار هذا الظاهرة، تظهر عندما يبدأ المناضل في التردد بشأن مواصلة جهوده خوفاً من التعرض للتشويه أو الانتقام من قبل جهاز المخابرات الاحتلال الإيراني وأجندته.
استراتيجيات الدفاع والرد
للدفاع عن نفسه، يحتاج الناشط السياسي الأحوازي إلى تبني استراتيجيات فعّالة تشمل توثيق الحقائق ونشرها بشكل موضوعي، واستخدام وسائل الإعلام البديلة والتقنية الحديثة للوصول مباشرة إلى الجماهير، وكذلك بناء قاعدة دعم جماهيري أحوازي يساهم في تعزيز موقفه وحماية سمعته محاربة الدعاية الكاذبة من قبل الاحتلال الإيراني .
أهمية الدعم الشعبي
الدعم الشعبي بين المناضلين والنشطاء بينهم، وكشف الحقائق يؤدي دوراً حيوياً في توفير درع حماية للناشط من محاولات التشويه والضرب. كما يسهم هذا الدعم في رفع معنويات الناشط وتقوية موقفه على الأصعدة الأصعدة، مما يتيح له مواصلة نضاله بثقة أكبر ضد الاحتلال الإيراني.
دور وسائل الإعلام والتقنية في الرد
منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الحديثة أصبحت اليوم منصة إعلامية حرة وتقنية فعالة في يد الناشطين المدنيين والسياسيين الأحوازيين' الذي تمكنهم من تجاوز الحواجز التقليدية للأنظمة الإعلامية المسيطر عليها الاحتلال الإيراني والوصول مباشرة إلى الجمهور. استخدام هذه الأدوات بطريقة إيجابية وبذكاء يوفر منصة لتبادل الأفكار وتعريف القضية الأحوازية وتصحيح المغالطات وبناء قاعدة دعم شعبية متينة من خلال الجمهور.
خلاصة
يبقى النضال السياسي الأحوازي محفوفاً بالتحديات والمخاطر، لكن بالاعتماد على بناء مشروع واستراتيجيات دفاع مدروسة، والتحلي بالصلابة والمثابرة والإيمان يمكن التغلب على محاولات تشويه السمعة. والمضي قدماً إلى الأمام نحو تحقيق الأهداف النضالية، ويبقى تشويه سمعة المناضلين الأحوازيين من قبل أجندة جهاز مخابرات الاحتلال الإيراني استراتيجية قمعية ظلامية تهدف إلى التسقيط وتشويه السمعة وإسكات صوت الحق. وعلى الرغم من العقبات والمتاعب الأزمات النفسية، فلا بد أن يواصل النشطاء والمناضلين الأحوازيين نضالهم من أجل الحقيقة والعدالة والتحرير، مما يبرز الحاجة إلى دعم دولي ومحلي متجدد في مواجهة هذا القمع.