مرور 100 عام على احتلال الأحواز من قبل إيران

تشرين2/نوفمبر 24, 2024 103

الأحواز  هي منطقة تقع جنوب غرب إيران، وتُعدّ ذات أهمية استراتيجية بسبب موقعها المطل على الخليج العربي وثرواتها الطبيعية، لا سيما النفط والغاز.  شعب الأحواز عربي، وقد كانت كيانًا مستقل في بداية القرن العشرين، إلى أن قامت إيران باحتلالها عسكريًا في عام 1925. ومنذ ذلك الحين، عانى شعب الأحواز من سياسات ممنهجة تهدف إلى طمس هويته القومية والثقافية.

 الاحتلال الإيراني للأحواز (1925)

تعود جذور الاحتلال إلى عام 1925 عندما أبرمت إيران، بقيادة رضا شاه، اتفاقًا مع بريطانيا مكّنها من السيطرة على المنطقة. في ذلك العام، أُطيح بالشيخ خزعل الكعبي، آخر حكام الأحواز، بعد حملة عسكرية قادتها القوات الإيرانية. منذ ذلك الحين، تم احتلال الأحواز  وتغيير اسمها إلى “خوزستان” ضمن جهود لتعزيز الطابع الفارسي على الإقليم.

الاضطهاد والتمييز

على مدى 100 عام، انتهجت الحكومات الإيرانية المتعاقبة سياسات تهدف إلى محو الهوية العربية للأحواز، ومن أبرز هذه السياسات:

1. التغيير الديمغرافي: شجعت الحكومة الإيرانية على توطين الفرس في الأحواز ونقل السكان العرب منها إلى مناطق أخرى.

2. حظر اللغة العربية: حُظرت اللغة العربية في المدارس والمؤسسات الرسمية، رغم أن الأحواز تضم غالبية عربية.

3. مصادرة الأراضي: تم الاستيلاء على الأراضي الزراعية من السكان العرب وتوزيعها على مستوطنين فرس أو تحويلها إلى مشاريع حكومية.

4. القمع السياسي: قُمعت الاحتجاجات والحركات الساعية للاستقلال بوحشية، واعتُقل النشطاء وتعرضوا للتعذيب والإعدام.

الثروات الطبيعية والأهمية الاستراتيجية

تعتبر الأحواز غنية بالموارد الطبيعية، حيث تنتج أكثر من 80% من النفط والغاز الإيراني. ومع ذلك، فإن سكان الأحواز يعانون من الفقر والتهميش، حيث تُستنزف ثروات الإقليم دون أن تعود عليهم بأي فوائد تذكر. كما تتمتع الأحواز بموقع استراتيجي على الخليج العربي، مما جعلها هدفًا رئيسيًا للسيطرة الإيرانية.

مقاومة الشعب الأحوازي

رغم القمع المستمر، لم يتوقف الشعب الأحوازي عن المقاومة. شهدت الأحواز انتفاضات متعددة على مدار القرن الماضي، أبرزها انتفاضة عام 2005 التي طالبت بالعدالة والحقوق القومية، وانتفاضة 2011 التي تأثرت بموجة الربيع العربي. هذه الحركات واجهت قمعًا شديدًا، لكنها تبقى رمزًا لصمود الشعب الأحوازي.

الموقف الدولي

ورغم أهمية القضية الأحوازية، إلا أنها لم تحظَ باهتمام دولي كافٍ. يُعزى ذلك إلى النفوذ الإيراني في المنطقة والدور الاقتصادي والسياسي الذي تلعبه إيران على الساحة الدولية. ومع ذلك، بدأت بعض المنظمات الحقوقية في السنوات الأخيرة تسليط الضوء على معاناة الأحوازيين وحقوقهم المسلوبة.

الخاتمة

يُعتبر مرور 100 عام على احتلال الأحواز مناسبة لتسليط الضوء على معاناة الشعب الأحوازي، الذي يستمر في النضال للحفاظ على هويته وحقوقه المشروعة. إن القضية الأحوازية تذكيرٌ بأهمية دعم الشعوب المظلومة وتعزيز قيم العدالة والحرية في وجه الاستبداد.

علي شريفي

جبهة الأحواز الديمقراطية (جاد)

آخر تعديل في الإثنين, 25 تشرين2/نوفمبر 2024 13:47