في قلب الأحواز المحتلة، ‎ يقع سجن (شيبان) المركزي السئ الصيت وكأحد أكثر الأماكن خوفاً وسوءاً في العالم من حيث ظروف الاحتجاز، حيث يُحتجز فيه العديد من السجناء السياسيين والمدنيين الأحوازيين.

 جاءت مقاطعة المشاركة مسرحية الانتخابات الإيرانية من قبل السجناء السياسيين الأحوازيين لتشكل وقفة احتجاجية وصرخة ضد الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان وغياب الحريات السياسية والاجتماعية في الأحواز المحتلة. 

من ضمن الأسباب التي دفعت السجناء الأحوازيين لهذه الخطوة، الرسالة التي وصلت لمنظمة (كارون) الحقوقية من أحد المعتقلين الأحوازيين، معلناً فيها عن مقاطعة الانتخابات كوسيلة للاحتجاج ولفت انتباه العالم للوضع المزري الذي يعيشونه في الأحواز. 

لم يمر هذا الموقف، دون أن تنتقده منظمات حقوق الإنسان، التي أشارت مراراً إلى ظروف الاحتجاز والسجن القاسي والمعاملة الغير الإنسانية في عموم خارطة الأحواز والمعاملة القمعية ضد الإنسان أحوازي. 

إيصال صدى صوت هذا الاحتجاج ليس فقط كمطالبة بتحسين ظروف الاحتجاز، بل يأخذ بعداً أكبر في الطعن بشرعية الاحتلال الإيراني على أرض الأحواز، وهو ما يحاول السجناء السياسيين الأحوازيين وضعه على الأجندة الدولية. 

إن مقاطعة الانتخابات ليست مجرد فعل عابر سبيل، بل هي رسالة قوية تؤكد رفض السياسات والمطالبة بالحقوق الأساسية للشعب الأحوازي المحتل. 

تحدي السجناء الأحوازيين للظروف القاهرة والقمعية واختيارهم للمقاطعة وعدم المشاركة في مسرحية الانتخابات كأداة للنضال، يظهر رغبتهم العميقة في التأكيد على أن صوتهم يجب أن يُسمع، حتى من خلف القضبان. هذا الموقف يمثل دعوة صريحة للمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية لتكثيف جهودها بهدف تسليط الضوء على الوضع الإنساني والسياسي في الأحواز المحتلة، وللضغط على النظام الإيراني للإفراج عن السجناء السياسيين الأحوازيين . ‎ 

يتوجب على المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي بأسره أن يعيدوا تقييم والنظرة الثاقبة للوضع في الأحواز المحتلة، لإنهاء المعاناة وتقديم الدعم اللازم والتضامن مع  قضية الأحوازيين لضمان جهودهم ونضالهم الهادف حتى التحرير.