تداعيات هجوم قوات الاحتلال الإيرانية على حي الشكارة في الأحواز المحتلة.

تموز/يوليو 09, 2024 278

 

في يوم مليء بالحزن والأسى، شهد حي (الشكارة) في الأحواز المحتلة عملية عسكرية قاسية نفذتها قوات الاحتلال الإيرانية يوم السبت في التاريخ 6 يوليو 2024، أسفرت عن استشهاد "محمد داود شاكر السميري" البالغ من العمر 17 عاماً وهو أحد أبناء حي الشكارة، وإن هذا الهجوم لم يكتفِ باستشهاد محمد داود السميري، بل أدى كذلك إلى إصابة عدد آخرين بجروح خطيرة من ضمنهم كريم الناصري وياسين الباوي، مما يعكس الوجه القبيح والوحشي للاحتلال الإيراني الغاشم في الأحواز المحتلة. 

تصاعدت التوترات بشكل خطير في الأحواز، خاصةً في حي الشكارة، الذي يمثل الموطن الأصلي لعشيرة السميرات. ويتألف هذا الحي من نحو 400 منزل و72 محلاً تجارياً، وجميعها مقامة على أراضٍ تمتلكها عشيرة السميرات مع أوراق ملكيتها الرسمية، مما يشهد على حقهم الأصلي في هذا الأرض العربية.

إلا أن الوضع تغير بشكل مفاجئ، عندما زُعم شخصان من المستوطنين الفارسين يُدعيان حسن دشستاني ويد الله مرعشي، بأن هذه المنازل والمحلات التجارية والأرض تعود ملكيتها كلها إلى المستوطنين، مما دفع قوات الاحتلال الإيراني إلى التدخل بشكل عنيف ضد الأحوازيين، و أدى إلى وقوع أحداث مأساوية في حي الشكارة.

الأحواز، بترابها وسكانها، تعد أرضاً عربية أصيلة منذ الأزل، حيث يشهد التاريخ والحضارات المتعاقبة على عروبتها دون انقطاع. كانت هذه الأرض مهداً للسكان العرب الذين عاشوا فيها عبر العصور، محافظين على ثقافتهم ولغتهم، مما يجعل الهوية العربية للأحواز واضحة وجلية. مع ذلك، في عام 1925، شهدت الأحواز نقطة تحول دراماتيكية وقاسية حيث فرض الاحتلال الإيراني سيطرته على هذه الأرض بالقوة العسكرية، مدعية ملكيتها لها منذ ذلك الحين. 

الاستيطان الإيراني في الأحواز كان يتم تدريجياً، حيث جاء المستوطنون من مناطق مختلفة من جغرافية إيران، وذلك في محاولة لتغيير التكوين السكاني في الأحواز وطمس هويتها العربية. على الرغم من هذه المحاولات، فإن الأدلة التاريخية والثقافية تؤكد بشكل قاطع على عروبة الأحواز، من خلال المعالم التاريخية والثقافية وحتى اللغة التي ما زال ينطقون بها الأحوازيين.

بينما تستمر إيران في زعم ملكيتها للأحواز، تظل هذه الأرض شاهداً حياً على الحضارة العربية الزاخرة والمقاومة التي لا تنتهي من قبل أبنائها الأصليين، مؤكدين على هويتها العربية وتراثها العريق.

تؤكد كل هذه الأحداث الدامية على الحاجة الماسة إلى التضامن الدولي مع قضية الأحواز المحتلة، للوقوف ضد الأعمال العدائية من قبل الاحتلال الإيراني ودعم حقوق الإنسان الأساسية. 

يظهر تعاطف المجتمع الدولي مع قضايا مثل الأحواز دوراً مهما في تعزيز السلام والعدالة، ويسلط الضوء على أهمية معارضة الاحتلال بكافة أشكاله. وأن الدفاع عن حقوق أبناء حي الشكارة وملكيتهم في أرضهم المسلوبة تُعد مسألة عدالة لا يمكن التنازل عنها، ويستلزم تحركاً عاجلاً وفعّالاً لمنع هذه المأساة.

 

كريم حبيب الأحوازي

8 يوليو 2024

المركز الإعلامي لجاد

 

 
آخر تعديل في الثلاثاء, 09 تموز/يوليو 2024 01:01