جريمة الاحتلال الإيراني بحق الأحوازيين في عيدهم المبارك

حزيران/يونيو 16, 2024 574
 

الشهيد قاسم بيت عبدالله الكعبي، من مواليد عام 1986، متزوجاً ولديه طفلان، من أبناء قرية بيت (درچال) إحدى قرى مدينة السوس. والشهيد عبدالله كرم الله كعب، من مواليد عام 1980، متزوجاً وأب لثلاثة أطفال، ومن أبناء مدينة شاوور. اُعْتُقِلُوا في يوم 21 أكتوبر 2015، مع سبعة أشخاص آخرين من إخوتهم وأبناء عمومتهم من قبل جهاز مخابرات الاحتلال الإيراني. 

حُكِم على الشهداء في سبتمبر 2017، بتهم "المحاربة والدعاية ضد النظام"، من قبل محكمة الثورة في الأحواز المحتلة، وعلى رقم إنهم لم يقر ويعترفوا بالتهم المنسوبة إليهم في أثناء المحاكمة، حكم عليهم بل إعدام. 

نُقِل الشهداء قبل عملية الإعدام الظالمة إلى سجن أصفهان بعد صدور الحكم عليهم من قبل (الشعبة 1) محكمة الثورة في الأحواز؛ وبالتالي نُقِلُوا إلى سجن (إوين) في طهران، وأخيراً إلى زنازين مخابرات مدينة همدان، وبعد ذلك نُقِلُوا إلى زنازين المنفردة في الأحواز المحتلة. الشهداء خلال كل هذه الفترة الطويلة من الاعتقال والتعذيب، كانوا محرومين من أي محام وأي زيارة وتواصل مع عوائلهم وذويهم.

أما المعتقلون الآخرون، فقد صدرت محكمة الثورة بحقهم أحكام بالسجن لمدة 25 عاماً، حسن بيت عبد الله، وأحمد كعب، وماجد (محمد) بيت عبد الله، سُجِنُوا في سجن مسجد سليمان (نقرة سلمان)، وحُكم على أربعة آخرين بالسجن التعزيري لمدة ثلاث سنوات.

الشهداء قاسم وعبدالله خلال فترة الاعتقال والاستجواب تعرضوا 

لأبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي على مدار 24 شهراً في مراكز اعتقال المخابرات السرية، وأجبروا على الإدلاء والإقرار باعترافات قسرية تحت التعذيب.

كانت آثار التعذيب على أجسادهم واضحة أمام القضاء خلال فترة محاكمتهما، لكن محكمة الثورة التي تشرف ويسيطر عليها الاحتلال الإيراني رفضت ولم تأخذ أقوال الشهداء ببراءتهم من التهم المفروضة ولا حتى آثار التعذيب بأي اعتبار، وصدرت حكم الإعدام القسري بحقهم دون محاكمة عادلة.

خلال فترة الاستجواب ذاقوا الشهداء أنواع التعذيب الجسمي والنفسي، كانت جلسات الاستجواب تشمل الضرب المبرح والصعق بالكهرباء والحرق، والتعليق لفترة ساعات طويلة، في محاولة لانتزاع اعترافات، واقرارت قسرية حول تهم لم يرتكبوها. وخلال فترة الاستجواب كان التعذيب النفسي بحقهم يشمل التهديدات المستمرة بالقتل أو الاعتداء على أفراد الأسرة، بل أخص الزوجة والبنت والأخت، حتى يكونوا أكثر تحت الضغط بالإضافة إلى الحرمان من النوم والعزل الانفرادي لفترات طويلة في قرف مظلمة؛ مما أثر إلى حد بعيد على صحتهم النفسية والجسدية.

كانت هناك العديد من التناقضات خلال مراحل التحقيق والاستجواب في قضية الشهداء. بعد ما قاسم وعبدالله استأنفوا على الحكم الأول، أُرْسِل الملف مرة ثانية إلى (الشعبة 19) في محكمة النقض بطهران، ولكن واجها مجددا الشهداء حكم الإعدام.

بقوا الشهداء متمسكين ببرائتهم وشجاعتهم، رغم أن المحاكمات غير العادلة لم تمنحهم الحق للدفاع عن أنفسهم، والتي عقدت على نحو سريع ودون الحق بأخذ أي محام للدفاع عنهم. غياب الشفافية والأدلة المفبركة وسحب الاعترافات تحت الضغط، حولت محاكمتهم إلى مجرد إجراءات شكلية وصورية أنهت فصول حياتهم بأحكام الإعدام. وقد واجه الشهداء هذا الحكم الجائر مظلومين، في ظروف حرموا فيها من أبسط حقوقهم الأساسية والقانونية.

في صباح يوم عيد الاضحي الموافق الأحد 4 أغسطس 2019، تم تنفيذ حكم الإعدام بحق الشهداء في السجون السرية للمخابرات، في مدينة دزفول (القنيطرة) وتم منع تسليم الجثامين لعوائلهم، وتم اجراء الدفن بسرية، وفي مكان مجهول في صمت دولي ومخيب للآمال، الذي عكس مدى الظلم الفادح الذي واجهه هؤلاء الشهداء من قبل الاحتلال الإيراني. بعد عملية الإعدام قامت مخابرات الاحتلال الإيراني باعتقال بعض من أفراد عوائل الشهداء، وقد اُعْتُقِلَت الإخوة عادل، وجاسم، وهاشم بيت عبد الله أخوه الشهيد قاسم الكعبي.

أذكر خلال فترة اعتقالي كيف كان يُنقل المعتقلين الجدد إلى الجناح الأمني (قسم 5) في سجن شيبان المركزي في الأحواز المحتلة، حيث كان يُستقبل كل معتقل جديد بقصائد بطولية وعروض من الشاي والقهوة في لحظة ترحيب. بهذا الطريقة الحماسية استقبلنا حسن كرم الله كعب (أبا موال)، شقيق الشهيد عبدالله (أبو سيف)، وكان بلنسبة لنا مجهول الهوية ومحنة لنا؛ لأن لم نكن نعرفه من البداية، لكن بل اخير تعرفنا عليه، بقي صامتاً لوقت طويل يتأمل في غرفته، حتى شارك أخيراً ما رأى من جرائم بشعة قامت بها مخابرات الاحتلال الإيراني في الأحواز. من بعد ما اُسْتُدْعِي من قبل الجهاز الأمني في الأحواز المحتلة، أُلْقِي القبض عليه، حيث وُجد نفسه في مواجهة جثة أخيه معدوماً.

في أحد الأيام المقدسة عند المسلمين، ″عيد الأضحى″ أقدم النظام الإيراني على خطوة غاية في القسوة والإجحاف بتنفيذ حكم الإعدام بحق الشهداء الذي كانوا يمثلون صوت الحرية. 

جريمة الاحتلال الإيراني كانت تتعارض بشكل صارخ مع التعاليم الإسلامية الذي يزعم بها الاحتلال بأنه دولة إسلامية والإسلام برئ منهم برأت الذيب بقتل يوسف !

تم تنفيذ هذه الإعدامات بطرق تنافي أساليب العدالة، حيث يُقْبَض على الأفراد، ويُحَاكَمُون في محاكم صورية وشكلية على نحو سريع الذي تفتقر إلى أي أسس قانونية. اتخذ قرار الإعدام دون الاستناد إلى اي أدلة ملموسة ومحكمة وبمحاكمات غير عادلة، مما ادي  إلى فقدان الأرواح على نحو غير قانوني وغير أخلاقي، خصوصاً في يوم يفترض أن يكون مليئاً بالرحمة والغفران.

في يوم عيد الأضحى، حيث يجتمع المسلمون حول العالم للاحتفال بقيم الخير والتضحية والعطاء، استيقظت الأحواز على أخبار إعدام هؤلاء الأبطال. 

 تنفيذ حكم الإعدام في مثل هذا اليوم المبارك (عيد الاضحي)يدل على وحشية  النظام الإيراني المجرم، واستهتارة بالقيم الإسلامية والإنسانية وإنه يظهر عدم احترام أي مبدأ وقيم مثل الرحمة والتعاطف

 
 
 


كريم حبيب الاحوازي
16 يونيو ،2024
 
 
آخر تعديل في السبت, 13 تموز/يوليو 2024 00:45