في مثل هذا اليوم يوم الأربعاء ، الموافق 30 مايو 1979 ، شهدت الأحواز المحتلة حدوث مجزرة كاملة الأوصاف و مكتملة الاركان في مدينة المحمرة ، قامت بها مجموعة من المرتزقة جيء بهم من مدينة ديزفول و مدن أخرى ، و المستوطنين الفرس الساكنين في المدينة و عناصر اللجان اللاثورية ، و فرق من الجيش ، يقودهم الجلاد الجنرال احمد مدني ، الحاكم العسكري في المدينة آنذاك ، و تنفيذا لأوامر ساسة النظام في طهران ، و ذلك أثناء مظاهرة سلمية نظمت و سيرت من قبل أبناء المدينة الباسلة ، قوبلت بفتح الرصاص الحي من سلاح خفيف و متوسط ، استعمل من قبل الأيادي و القوات التابعة للمحتل الايراني على المتظاهرين و حدث ذلك تفاديا و خوفا من اتساع المظاهرة و وصول صداها و انتشارها إلى باقي المدن الأحوازية ، حيث راح ضحية هذه المجزرة المروعة ، أكثر من خمسمائة شهيد و الآلاف من الجرحى و المعتقلين و المفقودين . ما ارتكب في حق الشعب العربي الأحوازي ، من انتهاكات لحقوق الإنسان بكل أنواعه و قتل المتظاهرين العزل و معهم الأطفال و النساء و الشيوخ الأبرياء و اختطاف الجرحى من المستشفيات ، يندى لها جبين البشرية و ذلك خلال عدة أيام متتالية و في وضح النهار ، و في القوانين الدولية ، تعتبر من الجرائم الكبرى و تندرج في إطار جرائم الإبادة جماعية تجاه شعب مسالم ، طالب بحقوقه المسلوبة . علما كان لأبناء الشعب الأحوازي دوراً بارزاً و مساهمة مؤثرة في الحركة الثورية التي أطاحت بالنظام الشاهنشاهي ، بعد أن ذاقوا التمييز العنصري و الإهمال و التهميش على كل الأصعدة و الميادين ، خلال العقود من حكم الشاه ، و بعد انتصار ثورة الشعوب ، كانوا يتطلعون إلى تغيير كبير في معاملتهم من قبل النظام الجديد اللا اسلامي ، على الرغم من الوعود التي قدمها النظام الإيراني الجديد للشعب الأحوازي بالحصول على حقوقه ، فور إسقاط النظام السابق ، إلا أن هذه الوعود ، بقيت حبر على ورق و لم ترى النور ابدا ، و جاء الواقع مخالفاً تماماً و مغايرا مع ما كانوا يتطلعون إليه ، و بهذه المجزرة ، ظهر الوجه الحقيقي للنظام الإيراني المحتل و سياساته الإجرامية تجاه الشعب العربي الأحوازي ، حيث قلب آمالهم إلى آلام و جراحات عميقة ستبقى في ذاكرة الأحوازيين إلى الأبد ، حيث استمرت و زادت وتيرة التمييز و الإقصاء و حرمانهم من جميع حقوقهم الأساسية حتى اليوم . أن مجزرة الأربعاء السوداء في مدينة المحمرة ، الذي ارتكبها الاحتلال الايراني ، ستظل وصمة عار على جبين المحتل و فصل مأساوي في تاريخ الأحواز . المجد و الخلود لشهداء الأحواز المركز الإعلامي لجبهة الأحواز الديمقراطية (جاد)
30.5.2024