انتفاضة الخامس عشر من نيسان

نيسان/أبريل 13, 2025 167

الخامس عشر من شهر نيسان سنة 2005 ، لم يكن كباقي الأيام التي سبقته ، أنه يوم كان مليء بالأحداث التي سجلت بأحرف من نور في تاريخ نضال الشعب العربي الأحوازي ، يوم استثنائي بامتياز ، و بالأحرى كان صفحة مشرقة من صفحات تاريخ الثورة الأحوازية ، حيث كانت الهتافات و أهازيج المتظاهرين ، خلال الانتفاضة التي دامت عدة أسابيع متتالية ، تدوي في شوارع أغلبية المدن و الأرياف ، و هزت الأرض تحت أقدام المحتلين ، هؤلاء المتظاهرين الذين علت و توحدت أصواتهم الرافضة لكل المشاريع الخبيثة للمحتل الإيراني التي كانت تستهدف الوطن و سكانه الأصليين ، و كانت تحمل في خفاياها المظلمة ، أشد المخططات الإجرامية بحق الشعب و هي أولا ، جعل الحياة اليومية للمواطن العربي ، شبه جحيم لا تطاق و على كافة الصعد ، و ذلك حرمانه من أبسط حقوقه المشروعة في العيش الكريم و الأمن و الأمان ، و من ثم بدء العمل بمشروع التهجير القسري الذي يهدف إلى التغيير السكاني و محو ملامح و معالم العروبة من أرضه التي عاشت عليها أجداده و آبائه عبر آلاف السنين الماضية .

أنه اليوم الذي ثبت فيه الشعب العربي ، أصالته و تمسكه بالثوابت و المباديء الوطنية ، و أعلن و بكبرياء و بقوة ان لا وجود في قاموسه ، لأي نوع من محاولات الاستسلام و التراجع عن مطالبه المحقة ، و أن السكوت على دسائس المحتل و مخططاته ، يعني خيانة دماء الشهداء الأبرار و أمانة الأسرى الأبطال و من جهة ، الخضوع و الخنوع له ، أو بمعنى آخر التسليم الطوعي لأمر الواقع و المساومة مع الغاصب و التنازل عن الحقوق المسلوبة و تاليا الانصهار في ثقافة المحتل و مشاريعه و وضع القضية العادلة طي الكتمان و النسيان ، و كل هذا سوف لم و لن يحصل ابدا ، مادام أنه شعب له حضارته و تاريخه و إرثه المتأصل الموصول بأمة عربية عظيمة ذات تاريخ عريق ، و أنه و نضاله هذا و مقارعته للمحتل الإيراني ، يمثل أحد الأركان في عملية و مشروع الدفاع المشترك مع بعض الدول العربية المحتلة من قبل إيران ، اللذان يشكلان معًا الخط الأمامي في ساحة الصراع مع عدو أمتهم ، و طالما كان و سيبقى دوما جزء لا يتجزأ من هذه الأمة .
في يوم الخامس عشر من نيسان 2005 ، شهد الأحواز بسالة أبنائه الأبطال الذين نزلوا إلى الشوارع ، حتى يعيدوا أمجاد آبائهم في الحفاظ و الدفاع عن الأرض و قدموا أرواحهم الطاهرة و دمائهم الزكية ، خلال هذه الانتفاضة الشعبية ، و الذي سقط فيها أكثر من اربعمائة و خمسون شهيدا و المئات من الجرحى و وصلت أعداد المعتقلين إلى الآلاف ، و كل هذا كان فداءا للوطن و حتى يقولوا لا للمحتل أرضهم ، و أنهم كانوا و سيظلون ثابتين على مواقفهم المبدئية في الوقوف بوجهه و أنهم صابرون مستمرون في مكافحة كل وجوده و مشاريعه الاحتلالية ، مهما طالت أو قصرت السنين ، و أنهم مصممين في مواصلة كفاحهم ، للوصول إلى انتزاع حقوقهم المشروعة ، وصولا إلى الحياة الكريمة و الحرية و الكرامة .
المجد و الخلود لشهداء يوم الخامس عشر من نيسان و لشهداء الأحواز كافة
الحرية لأسرى الأبطال

 

المركز الإعلامي لجبهة الأحواز الديمقراطية ( جاد )